يؤمن نصف حاجيات العالم من الأسمدة.. التراب يروي قصة مجمع الفوسفاط

حلول مصطفى التراب أول أمس الثلاثاء ضيفا على لجنة مراقبة المالية العمومية بمجلس النواب, كان فرصة لعرض قصة التحول التي عاشه المجمع الشريف للفوسفاط طيلة السنوات الماضية.

فإلى حدود سنة 2005, كانت صادرات المجمع تقتصر أساسا تصدير الفوسفاط الخام, فيما لم تكن المواد المصنعة, تمثل إلا نسبة ضئيلة، حيث كانت المواد الأولية (الصخور الفوسفاطية"  تمثل عمود صادرات المجمع بنسبة 43 في المائة, فيما لم تكن تتجاوز صادرات الأسمدة نسبة 9 في المائة.

هذا الوضع يعني صادرات بقيمة مضافة ضعيفة جدا,فيما كانت أسعار الفوسفاط تعرف انخفاضات متتالية منذ سبعينيات القرن الماضي. الأكثر من ذلك فإن الوضعية المالية للمجمع إلى حدود ذلك التاريخ كانت سلبية ب16 مليار درهم.

أمام لم يكن بدا لمصطفى التراب المعين في سنة 2006 وفريقه آنذاك على رأس المجمع, من التوقف والتفكير في تصور استراتيجي جديد, يضع المجمع على السكة الصحيحة, استنادا إلى قرائة جديدة  لتطورات الأسواق العالمية, لكن أيضا إلى البحث العلمي واستقطاب الكفاءات.

وفيما استنتج  المجمع من خلال  قرائته الجديدة لتطورات الأسواق الدولية,  أن هناك انخفاضا في الطلب على الفوسفاط مقابل ارتفاعه على الأسمدة بحكم حاجة العالم إلى الغذاء, انبت الاستراتيجية الجديدة على الاستثمار في التصنيع والتنويع وأيضا على المرونة التجارية.

الاستراتيجية الجديدة التي وضعها المجمع للفترة ما بين 2017 و2018, انبت على ثلاث محاور. مضاعفة إنتاج الأسمدة, تقليص كلفة الإنتاج, ثم المرونة التجارية.

بالنسبة للأسمدة وبالأرقام, انتقل إنتاج هذه المادة من 3 ملايين طن إلى 12 مليون طن, فيما تم التركيز كثيرا على إفريقيا لحاجتها للأسمدة من أجل توفير الغذاء, هذا في الوقت الذي يراهن المجمع على الاستجابة لنصف الطلب العالمي من هذه المادة الحيوية.

إلى جانب ذلك يسعى  المجمع  لتحقيق زيادة القدرة الإنتاجية للفوسفاط الخام بـ15 مليون طن في أفق 2026 ضمن خطة ممتدة من السنة الحالية لغاية 2026، عبر إحداث منجم جديد في بنجرير سنة 2024، وزيادة إنتاج معمل خريبكة في 2022، وتوسيع منجم بني عمير بخريبكة سنة 2026.

هذه الزيادرة, ستمكن  من ارتفاع قدرة إنتاج الأسمدة خلال الفترة ذاتها بـ8 ملايين طن، ، منها 3 ملايين طن من الأسمدة المتخصصة، ما سيمكن من خلق 9‪.9 ملايين يوم عمل وإحداث 2500 منصب شغل قار.

كما ينتظر، حسب معطيات التراب، أن تصل استثمارات المجموعة لتحقيق هذه الغاية لـ4 ملايير دولار، شُرع فعليا في استثمار 400 مليون دولار منها.

على مستوى الاستثمارات دائما, أشار التراب إلى  أن البرنامج الاستثماري للمجموعة بفوسبوكراع، خلال الفترة نفسها، سيمكن من خلق5.2  ملايين يوم عمل بإحداث وحدة جديدة لتحلية مياه البحر ومركب للأسمدة بقدرة إنتاجية تصل إلى مليون طن.

كما أكد المتحدث ذاته بأن المكتب حقق خلال الفترة الممتدة بين 2008 و2018 استثمارا يفوق 7‪.8 ملايير دولار، من بينها 4،9 ملايير دولار بالعملة المحلية، أي ما يعادل نسبة 63٪ من مجموع الاستثمارات. وخلقت هذه الاستثمارات ما مجموعه 18 مليون فرصة عمل موزعة على 8400 منصب شغل قار، و1650 منصب شغل قار بالشركة الهندسية كشراكة مع شريك عالمي.

وعلى مستوى الوضع المالي للمجموعة, كشف التراب بأنها انتقلت خلال الفترة الممتدة بين 2005 و2017 من 30.5  مليار درهم إلى  150.8  مليار درهم سنة 2017، وتتوزع الحصيلة المالية الأخيرة بين حصيلة صافية تجاوزت 60 مليار درهم، وبين ديون المجموعة التي فاقت 61 مليار درهم، فيما بلغت خصوم مختلفة 25 مليار درهم.

وفيما يتعلق بمساهمة المجمع في ميزانية الدولة, فانتقلت من 3 ملايير درهم كإتاوات وضرائب على الشركات، وضرائب أخرى وتوزيع للأرباح لفائدة الدولة سنة 2017 لتصل لحوالي 4 مليارات من الدراهم لتحقق المجموعة معدلا سنويا في هذه المساهمات وصل لحدود 5 ملايير من الدراهم سنويا تُضخ في ميزانية الدولة خلال العشر سنوات الماضية، بعدما حققت المجموعة نتائج معاملات قياسية سنتي 2012 و2013.