المشاركة على

المغرب ‬قادر ‬على ‬إعادة ‬رسم ‬خريطة ‬الطاقة ‬المستدامة ‬على ‬المستوى ‬العالمي

10 janv. 2024 العلم

المملكة ‬ستغطي ‬4 ‬بالمائة ‬من ‬الطلب ‬العالمي ‬الخاص ‬بالهيدروجين ‬بحلول ‬2030

يحتل ‬المغرب ‬موقعا ‬متميزا، ‬ويقف ‬في ‬طليعة ‬ما ‬يسمى ‬بالثورة ‬الخضراء ‬عالميا. ‬وذلك ‬وفقا ‬لتقرير ‬حديث ‬للبنك ‬الدولي، ‬بحيث ‬تستعد ‬المملكة ‬لتصبح ‬لاعبا ‬رئيسيا ‬في ‬مجال ‬الهيدروجين ‬الأخضر، ‬ومن ‬المتوقع ‬أن ‬تغطي ‬ما ‬يصل ‬إلى ‬4٪ ‬من ‬الطلب ‬العالمي ‬بحلول ‬عام ‬2030.‬

إن ‬تطلعات ‬المملكة ‬في ‬هذا ‬الإطار ‬ليست ‬مسألة ‬عابرة ‬بالنظر ‬إلى ‬الإمكانات ‬التي ‬يتوفر ‬عليها ‬المغرب ‬في ‬هذا ‬السياق ‬وهي ‬بمثابة ‬طفرة ‬حقيقية ‬في ‬عالم ‬الطاقة ‬المستدامة، ‬مما ‬يحول ‬المغرب ‬إلى ‬نجم ‬صاعد ‬في ‬التحول ‬الطاقي ‬العالمي. ‬ويتوقع ‬معهد ‬أبحاث ‬الطاقة ‬الشمسية ‬والطاقات ‬الجديدة (‬IRESEN) ‬أرقاما ‬مذهلة ‬وذلك ‬ما ‬بين ‬13.‬9 ‬و30.‬1 ‬تيراواط ‬ساعة ‬من ‬الهيدروجين ‬الأخضر ‬بحلول ‬عام ‬2030، ‬مع ‬التوجه ‬نحو ‬تصدير ‬75٪ ‬من ‬هذا ‬الإنتاج، ‬حيث ‬تكون ‬أوروبا ‬العميل ‬الرئيسي ‬للمغرب. 

‬وتشكل ‬استراتيجية ‬التصدير ‬هذه ‬جزءا ‬من ‬العلامات ‬البارزة ‬للتحول ‬الطاقي ‬بإفريقيا، ‬مما ‬يجعل ‬المملكة ‬ركيزة ‬أساسية ‬لهذا ‬التغيير.‬

وبالرغم ‬من ‬بعض ‬الملاحظات، ‬خاصة ‬فيما ‬يتعلق ‬ببعض ‬القطاعات ‬التي ‬لا ‬تزال ‬تعتمد ‬على ‬الوقود ‬الأحفوري ‬ويعوقها ‬غياب ‬خطط ‬إزالة ‬الكربون ‬في ‬بعض ‬القطاعات، ‬فإن ‬عددا ‬من ‬الصناعات ‬مثل ‬الأسمدة، ‬يمكن ‬أن ‬تشهد ‬نموا ‬كبيرا ‬بفضل ‬الهيدروجين ‬الأخضر.‬

وفي ‬هذا ‬السياق، ‬تجد ‬استراتيجية ‬الاتحاد ‬الأوروبي، ‬التي ‬ترتكز ‬على ‬الهيدروجين ‬في ‬سعيها ‬لإزالة ‬الكربون، ‬صدى ‬إيجابيا ‬في ‬المغرب. ‬ولا ‬تعد ‬الشراكة ‬الخضراء ‬التي ‬تم ‬الإعلان ‬عنها ‬سنة ‬2021 ‬بين ‬الاتحاد ‬الأوروبي ‬والمغرب ‬تحالفا ‬اقتصاديا ‬فحسب، ‬بل ‬هي ‬أيضا ‬جسر ‬بين ‬قارتين، ‬مما ‬يعزز ‬الدور ‬الاستراتيجي ‬للمغرب ‬بفضل ‬صناعة ‬الفوسفاط ‬التي ‬تلعب ‬دورا ‬مركزيا ‬في ‬إنتاج ‬بعض ‬المواد.‬

وفي ‬مواجهة ‬هذه ‬الآفاق ‬الواعدة، ‬أطلقت ‬مجموعة ‬المكتب ‬الشريف ‬للفوسفاط ‬برنامجا ‬استثماريا ‬طموحا ‬للفترة ‬2023-‬2027، ‬بهدف ‬إنتاج ‬ما ‬قدره ‬مليون ‬طن ‬سنويا ‬من ‬‮«‬الأمونيا ‬الخضراء‮»‬. ‬ويعكس ‬هذا ‬النهج ‬رغبة ‬راسخة ‬في ‬وضع ‬المغرب ‬في ‬قلب ‬مشهد ‬الهيدروجين ‬الأخضر، ‬وهو ‬مجال ‬أصبح ‬حاسما ‬بالنسبة ‬للمستقبل ‬الطاقي ‬والبيئي ‬للعالم ‬بأسره.‬

إن ‬المغرب، ‬من ‬خلال ‬مبادراته ‬الجريئة ‬ورؤيته ‬الاستراتيجية، ‬على ‬وشك ‬أن ‬يصبح ‬أرضا ‬واعدة ‬للهيدروجين ‬الأخضر، ‬وبالتالي ‬إعادة ‬رسم ‬خريطة ‬الطاقة ‬المستدامة ‬على ‬المستوى ‬العالمي.‬

Donner un avis

Vous devez être connecté pour publier un avis.
Connectez-vous en cliquant ici ou avec votre compte de réseau social